"قصيدة الشاعر في مهرجان الشعر الدولي المنعقد صيف 1969بمدينة استروجا بجمهورية مقدونيا( يوغوسلافيا)
مثّل فيه الجمهورية العربية المتحدة، مع شعراء العالم من دول الغرب و الشرق"
.. من الشرق..جئتُ
و من كل أرضٍ أتيتُ
و لستُ نبياً على كَفّه تسطع المعجزاتْ
و لا مُرْسلا في يميني كتابْ
يضيء الوجود، بآياتهِ البيناتْ
و لا حاملاً شُعلةً في يديْ
تَدُقُّ السماءُ بها كل بابْ..!
مثّل فيه الجمهورية العربية المتحدة، مع شعراء العالم من دول الغرب و الشرق"
.. من الشرق..جئتُ
و من كل أرضٍ أتيتُ
و لستُ نبياً على كَفّه تسطع المعجزاتْ
و لا مُرْسلا في يميني كتابْ
يضيء الوجود، بآياتهِ البيناتْ
و لا حاملاً شُعلةً في يديْ
تَدُقُّ السماءُ بها كل بابْ..!
.. و لكنني، من دروب الحياة انطلقتُ،
و من كل جرحٍ لإنسانها قد سريتُ،
و من كل وجهٍ تضجُّ به صلوات العبيدْ،
و من كل ساقٍ تؤجُّ بها وخزات القيودْ،
و من كل طرفٍ به الزهر تنبتُ فيه القبورْ،
و تُصلَبُ في عطره نغمات الزهورْ..
و من كل طفلٍ..
مع الموت يرضَعُ ثديَ البنادقْ
و يحتضن الذعرَ بين الخنادقْ
و يبحث عن أمه في رفات الضحايا،
و في نظرات المشانقْ..
فيُلهيهِ عنها عناق الشظايا،
و ضم الحرائقْ!!
... و من حسرة الريح،
و هي تَقُصُّ احتجاج السنابلْ
و نوح الهشيم بِحَدّ المناجلْ
و ثُكل النسيم بسمع الجداولْ
و تروي أساها، لِدمع الفَراشِ!
يُؤبّن موتى زهورهْ!
و حزن الطيور على عشّها!..
في مهاوي مصيرهْ!
... و من كل صوتٍ،
بحَقِّ الشعوب يُسلّي المنابرْ
و في راحتيهْ،
من الظلم.. يهدرُ صوتَ المجازرْ
و يعصر من أدمع الكادحينَ الرحيقْ
و يمتصُ، يمتَصُّ..
حتى رفاتَ العروقْ..
و يسرقُ من أوجه الطيبينَ،
شعاع الطريقْ
و من صحوةِ الثائرينَ،
اتّجاه الشروقْ!
و يرخي على وجهه ألف ستر صفيقْ
لينشِبَ أظفارهُ في الظلام
و ينهشُ من كل قلبٍ حنين السلامْ
و يجري بزورقه في الضحايا،
يسوقُ الجياعَ، حفاةً ، عرايا..
و باسم الحضارة يبكي عليهمْ..
و بالغوث يهذي، و يجري إليهمْ
يَعُدُّ لهم فضلات الموائد، حول الخيامْ
و هم من شقاءٍو بؤسٍ, بقايا حطامْ،
يضجُّ الوجود بكاءً عليهمْ!
و أغلاله صدئتْ في يديهم!
و دمع الرياء، رحيقٌ من الظلم غادرْ
تُفتحُ بالزَّهر فيه،
نعوشُ الضمائر!
.. مآسٍ على الأرض..
يلهو صداها بحقِّ المصيرْ
و يخجل منها حياءُ العصورْ
تلهّى بها مستبدٌ، و قاتلْ
و باغٍ بكفيهِ شدّ السّلاسلْ
و ترنيمة فوق زور الشفاهْ
خداعُ السياسة فيها صلاهْ
تناجوا بها في صدور المعابدْ
و في حلقات الموائدْ
أباريقَ.. تُسكِر حقد الطّغاهْ
و تذبحُ باسم الحياةِ الحياهْ
على زورها من وجودي خجلتُ
و أشعلتُ نايي،و طرتُ
جناحايَ..نارٌ..
على كل سلمٍ..
من الأرض يسلب حقّ الحياهْ!!
و نورٌ.. لكل سلامٍ
إلى العدل تمشي خُطاهْ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق