جاري تحميل ... BigMag Demo

احدث المقالات

المشاركات الشائعة

فنون

التعليقات

سياحة

أخبار عاجلة

dimanche 3 juin 2012

السلام الذي أعرف... محمود حسن إسماعيل


"قصيدة الشاعر في مهرجان الشعر الدولي المنعقد صيف 1969بمدينة استروجا بجمهورية مقدونيا( يوغوسلافيا)
مثّل فيه الجمهورية العربية المتحدة، مع شعراء العالم من دول الغرب و الشرق"

.. من الشرق..جئتُ
و من كل أرضٍ أتيتُ
و لستُ نبياً على كَفّه تسطع المعجزاتْ
و لا مُرْسلا في يميني كتابْ
يضيء الوجود، بآياتهِ البيناتْ
و لا حاملاً شُعلةً في يديْ
تَدُقُّ السماءُ بها كل بابْ..!

.. و لكنني، من دروب الحياة انطلقتُ،
و من كل جرحٍ لإنسانها قد سريتُ،
و من كل وجهٍ تضجُّ به صلوات العبيدْ،
و من كل ساقٍ تؤجُّ بها وخزات القيودْ،
و من كل طرفٍ به الزهر تنبتُ فيه القبورْ،
و تُصلَبُ في عطره نغمات الزهورْ..
و من كل طفلٍ..
مع الموت يرضَعُ ثديَ البنادقْ
و يحتضن الذعرَ بين الخنادقْ
و يبحث عن أمه في رفات الضحايا،
و في نظرات المشانقْ..
فيُلهيهِ عنها عناق الشظايا،
و ضم الحرائقْ!!
... و من حسرة الريح،
و هي تَقُصُّ احتجاج السنابلْ
و نوح الهشيم بِحَدّ المناجلْ
و ثُكل النسيم بسمع الجداولْ
و تروي أساها، لِدمع الفَراشِ!
يُؤبّن موتى زهورهْ!
و حزن الطيور على عشّها!..
في مهاوي مصيرهْ!
... و من كل صوتٍ،
بحَقِّ الشعوب يُسلّي المنابرْ
و في راحتيهْ،
من الظلم.. يهدرُ صوتَ المجازرْ
و يعصر من أدمع الكادحينَ الرحيقْ
و يمتصُ، يمتَصُّ..
حتى رفاتَ العروقْ..
و يسرقُ من أوجه الطيبينَ،
شعاع الطريقْ
و من صحوةِ الثائرينَ،
اتّجاه الشروقْ!
و يرخي على وجهه ألف ستر صفيقْ
لينشِبَ أظفارهُ في الظلام
و ينهشُ من كل قلبٍ حنين السلامْ
و يجري بزورقه في الضحايا،
يسوقُ الجياعَ، حفاةً ، عرايا..
و باسم الحضارة يبكي عليهمْ..
و بالغوث يهذي، و يجري إليهمْ
يَعُدُّ لهم فضلات الموائد، حول الخيامْ
و هم من شقاءٍو بؤسٍ, بقايا حطامْ،
يضجُّ الوجود بكاءً عليهمْ!
و أغلاله صدئتْ في يديهم!
و دمع الرياء، رحيقٌ من الظلم غادرْ
تُفتحُ بالزَّهر فيه،
نعوشُ الضمائر!
.. مآسٍ على الأرض..
يلهو صداها بحقِّ المصيرْ
و يخجل منها حياءُ العصورْ
تلهّى بها مستبدٌ، و قاتلْ
و باغٍ بكفيهِ شدّ السّلاسلْ
و ترنيمة فوق زور الشفاهْ
خداعُ السياسة فيها صلاهْ
تناجوا بها في صدور المعابدْ
و في حلقات الموائدْ
أباريقَ.. تُسكِر حقد الطّغاهْ
و تذبحُ باسم الحياةِ الحياهْ
على زورها من وجودي خجلتُ
و أشعلتُ نايي،و طرتُ
جناحايَ..نارٌ..
على كل سلمٍ..
من الأرض يسلب حقّ الحياهْ!!
و نورٌ.. لكل سلامٍ
إلى العدل تمشي خُطاهْ..

الوسوم:

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

إتصل بنا

Formulaire de contact

Nom

E-mail *

Message *